بسم الله الرحمن
الرحيم
سليل الردى
دنا
البينُ، وَجّه للتجلّدِ خافقًا *** يكادُ من الأنّاتِ والحزنِ يُسمَعُ
إذا
الدهرُ أورى جَنّتيهِ بجذوةٍ *** فلا الغيمُ يُطفيها.. ولا البحرُ ينفعُ
وطُف
حولَ أركان الوداعِ مُلبّيًا *** لصوتِ مُنادٍ بالنوازل يَصدعُ
وصلِّ صلاة الدمعِ فوقَ ثَنِيِّةٍ *** على حَرفِها
كلُّ الأخِلاّءِ رُكّعُ
تَناظرُ
طيفَ الشمسِ عندَ غروبها *** وتسألك العينان عنها: أترجع؟؟
أعارتكَ
من آصالِها حُمْرَةَ الأسى *** وأهدتْ بريقا في مآقيكَ يلمَعُ
إذا
كان كفُّ الصبْحِ يحملُ فُرْقَةً *** فلستُ إلى إشراقهِ أتَطَلّعُ
وما
تنفعُ الإنسانَ أنوارُ يومِه *** وليس له في القلبِ نورٌ يُشعشعُ؟
وهل
تشرقُ الأيامُ إلا عليهمُ؟ *** فإنْ ودَّعُوا.. فهي الشموسُ تُوَدِّعُ
كأن
جفوني حين ولّى ركابُنا *** -ضحىً- لجميعِ الماءِ في الأرضِ مَجْمَعُ
تراودني
أطيافهم ساعةَ الدجى *** وأذكرهم في كل ما كان يسطَعُ
غدوتُ
إليهم بالسرور مُحمّلاً *** ورحتُ بهمٍّ في الضلوعِ يزعزعُ
وكم
قد خَبِرتُ البينَ حتى ظننتُني *** تعودتُه.. حتى إذا عاد أجزعُ!
ولستُ
أراهُ غيرَ نسْلٍ من الردى *** ومَن أشبهوا آباءَهم لم يُشّنَّعوا
فحتامَ
يشري البينُ روحي نسيئةً؟ *** ولم يُبقِ منها الدهرُ مما يُروِّعُ!
إلى
اللهِ قُرباني ليحْفَظَ مُقْلةً *** بأرضِ سناوٍ –لي- بعينيه تُصنَعُ
إذا
ما شرعتُ السيرَ عنها مُوَلِّيًا *** فروحي إليها تُستَحثُّ وتَنزِعُ
ولستُ
بِسالٍ عن هواها، وإنني *** لدى ذكرِها يُصغي فؤادي ويخشعُ
أودِّعُها
أُغضي بطرفي من الأسى *** وقافيتي حَرّى تئنُّ وتدمعُ
وبي
لوعةٌ كادتْ لِتودي بمهجتي *** ولكنْ بآمال اللقا أَتَشَفَّعُ
تمت
بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق