الجمعة، 7 نوفمبر 2014

شعر : سليل الردي (سليمان الحسني )

بسم الله الرحمن الرحيم
سليل الردى

دنا البينُ، وَجّه للتجلّدِ خافقًا *** يكادُ من الأنّاتِ والحزنِ يُسمَعُ
إذا الدهرُ أورى جَنّتيهِ بجذوةٍ *** فلا الغيمُ يُطفيها.. ولا البحرُ ينفعُ
وطُف حولَ أركان الوداعِ مُلبّيًا *** لصوتِ مُنادٍ بالنوازل يَصدعُ
وصلِّ  صلاة الدمعِ فوقَ ثَنِيِّةٍ *** على حَرفِها كلُّ الأخِلاّءِ رُكّعُ
تَناظرُ طيفَ الشمسِ عندَ غروبها *** وتسألك العينان عنها: أترجع؟؟
أعارتكَ من آصالِها حُمْرَةَ الأسى *** وأهدتْ بريقا في مآقيكَ يلمَعُ
إذا كان كفُّ الصبْحِ يحملُ فُرْقَةً *** فلستُ إلى إشراقهِ أتَطَلّعُ
وما تنفعُ الإنسانَ أنوارُ يومِه *** وليس له في القلبِ نورٌ يُشعشعُ؟
وهل تشرقُ الأيامُ إلا عليهمُ؟ *** فإنْ ودَّعُوا.. فهي الشموسُ تُوَدِّعُ
كأن جفوني حين ولّى ركابُنا *** -ضحىً- لجميعِ الماءِ في الأرضِ مَجْمَعُ
تراودني أطيافهم ساعةَ الدجى *** وأذكرهم في كل ما كان يسطَعُ
غدوتُ إليهم بالسرور مُحمّلاً *** ورحتُ بهمٍّ في الضلوعِ يزعزعُ
وكم قد خَبِرتُ البينَ حتى ظننتُني *** تعودتُه.. حتى إذا عاد أجزعُ!
ولستُ أراهُ غيرَ نسْلٍ من الردى *** ومَن أشبهوا آباءَهم لم يُشّنَّعوا
فحتامَ يشري البينُ روحي نسيئةً؟ *** ولم يُبقِ منها الدهرُ مما يُروِّعُ!
إلى اللهِ قُرباني ليحْفَظَ مُقْلةً *** بأرضِ سناوٍ –لي- بعينيه تُصنَعُ
إذا ما شرعتُ السيرَ عنها مُوَلِّيًا *** فروحي إليها تُستَحثُّ وتَنزِعُ
ولستُ بِسالٍ عن هواها، وإنني *** لدى ذكرِها يُصغي فؤادي ويخشعُ
أودِّعُها أُغضي بطرفي من الأسى *** وقافيتي حَرّى تئنُّ وتدمعُ
وبي لوعةٌ كادتْ لِتودي بمهجتي *** ولكنْ بآمال اللقا أَتَشَفَّعُ


تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق