الخميس، 13 نوفمبر 2014

قراءة في كتاب : في قلبي أنثى عبرية (خلود محمد )

قراءة في رواية
( في قلبي أنثى عبرية - لخولة حمدي ، واليهودي الحالي – لعلي المقري)

أصبحت أميل إلى قراءة الروايات أكثر من اي شيء آخر ، لا لشيء أكثر من أعيش الحدث ، أو المشاعر المنقولة بالسرد. فالرواية تضعك في الموقف لتطرح في نفسك تساؤولات ، تغوص في أحداثها عميقا فتجدها تؤثر في نفسك وكانك ممرت بالحدث نفسه ، تكشف لك نفسك بمواقفك ، بخياراتك ، كما لو كنت عنصرا في الرواية.
حين تقرأ أي كتاب آخر حيث يلتزم الكاتب بالموضوعية ، يعدد ويحلل ويفصل لك الأسباب ، يجردك من كل المشاعر ويلزمك بالموضوعية ، يضعك أمام خيارات صحيحة دائما ( أو كما يراها كاتبها صحيحة دائما ) ، تجد الرواية في المقابل (رغم حيادة السرد) تقول لك : (تخلى قليلا عن موضوعيتك ، أريد منك رأيا ذاتيا ، رأيا شخصيا ، أخبرني ماذا كنت ستفعل لو أنك كنت هنا في هذا الموقف ، ما هي خياراتك ، ما هي قراراتك ، ما هي مواقفك؟!)

في قلبي أنثى عبرية ، واليهودي الحالي ، روايتان تتناولان قضية الأنا والآخر ، قضية المسلم واليهودي في صراع كليهما اليومي مع الآخر . تعرف من خلالهما الكثير عن اليهود العرب وعلاقتهم بالعرب المسلمين في اليمن ، في تونس ، في لبنان ، أو مكان آخر تتشابه فيه الظروف وتفرضه الصراعات الإيديولوجية بين أصحاب الديانيتن .
في قلبي أنثى عبرية هي قصة واقعية نُشرت أحداثها على منتدى تونسي ، حوّلتها بعد ذلك خولة حمدي بعد جهد سردي جميل إلى رواية أبطالها ريما وأحمد وندى ، تدور أحداثها حول ريما الفتاة التونسية المسلمة التي تُوفي والدها قبل أن تتجاوز التاسعة فتُضطر والدتها للعمل لدى اسرة يهودية ، تم تتركها بعد وفاتها في كنفهم ليحيطوها برعايتهم ، لكنها رغم صغر سنها تجد نفسها أمام صراع لم تكبر بعد لتعرفه جيدا بين اليهود وبينها هي كمسلمة ، فتنتقل بصراعها من تونس إلى لبنان حيث تموت هناك تاركة أثراً كبيراً في حياة ندى اليهودية التي يعود خطيبها المسلم مسيحياً بعد غيابٍ طال 4 سنوات ليجدها وقد أسلمت.
أما رواية اليهودي الحالي فيغوص كاتبها بها إلى سرد تاريخ عن الصراع بين اليهود العرب في اليمن والمسلمين خلال القرن السابع عشر ، يحكي خلالها المقري قصة  فاطمة المسلمة ابنة المفتي وحبها لسالم اليهودي المُسمى بالحالي ( أي الجميل) ، وما يترتب إثر الحب ثم إثر الزواج . يهودي ومسلمة يتزوجان لكنهما لا يمكن أن يجتمعا حتى في قبريهما !

وأنت تقرأ هاتين الروايتين تبقى تتسائل في نفسك عن معى التسامح والتعايش الديني ، عن الله الذي يختلف عليه البشر ، عن الله الذي هو أكبر من كل الديانات ..ماذا أراد البشر من كل هذا الصراع ، هل أرادوا الجنة ؟ هل أرادوا الله ؟ وأين وجدوه وكيف ؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق