قراءة في رواية
( في قلبي أنثى عبرية - لخولة حمدي ، واليهودي الحالي – لعلي المقري)
أصبحت أميل إلى
قراءة الروايات أكثر من اي شيء آخر ، لا لشيء أكثر من أعيش الحدث ، أو المشاعر
المنقولة بالسرد. فالرواية تضعك في الموقف لتطرح في نفسك تساؤولات ، تغوص في أحداثها
عميقا فتجدها تؤثر في نفسك وكانك ممرت بالحدث نفسه ، تكشف لك نفسك بمواقفك ،
بخياراتك ، كما لو كنت عنصرا في الرواية.
حين تقرأ أي كتاب
آخر حيث يلتزم الكاتب بالموضوعية ، يعدد ويحلل ويفصل لك الأسباب ، يجردك من كل
المشاعر ويلزمك بالموضوعية ، يضعك أمام خيارات صحيحة دائما ( أو كما يراها كاتبها
صحيحة دائما ) ، تجد الرواية في المقابل (رغم حيادة السرد) تقول لك : (تخلى قليلا
عن موضوعيتك ، أريد منك رأيا ذاتيا ، رأيا شخصيا ، أخبرني ماذا كنت ستفعل لو أنك
كنت هنا في هذا الموقف ، ما هي خياراتك ، ما هي قراراتك ، ما هي مواقفك؟!)
في قلبي أنثى
عبرية ، واليهودي الحالي ، روايتان تتناولان قضية الأنا والآخر ، قضية المسلم
واليهودي في صراع كليهما اليومي مع الآخر . تعرف من خلالهما الكثير عن اليهود
العرب وعلاقتهم بالعرب المسلمين في اليمن ، في تونس ، في لبنان ، أو مكان آخر
تتشابه فيه الظروف وتفرضه الصراعات الإيديولوجية بين أصحاب الديانيتن .
في قلبي أنثى
عبرية هي قصة واقعية نُشرت أحداثها على منتدى تونسي ، حوّلتها بعد ذلك خولة حمدي
بعد جهد سردي جميل إلى رواية أبطالها ريما وأحمد وندى ، تدور أحداثها حول ريما
الفتاة التونسية المسلمة التي تُوفي والدها قبل أن تتجاوز التاسعة فتُضطر والدتها
للعمل لدى اسرة يهودية ، تم تتركها بعد وفاتها في كنفهم ليحيطوها برعايتهم ، لكنها
رغم صغر سنها تجد نفسها أمام صراع لم تكبر بعد لتعرفه جيدا بين اليهود وبينها هي
كمسلمة ، فتنتقل بصراعها من تونس إلى لبنان حيث تموت هناك تاركة أثراً كبيراً في
حياة ندى اليهودية التي يعود خطيبها المسلم مسيحياً بعد غيابٍ طال 4 سنوات ليجدها وقد
أسلمت.
أما رواية اليهودي
الحالي فيغوص كاتبها بها إلى سرد تاريخ عن الصراع بين اليهود العرب في اليمن
والمسلمين خلال القرن السابع عشر ، يحكي خلالها المقري قصة فاطمة المسلمة ابنة المفتي وحبها لسالم اليهودي
المُسمى بالحالي ( أي الجميل) ، وما يترتب إثر الحب ثم إثر الزواج . يهودي ومسلمة
يتزوجان لكنهما لا يمكن أن يجتمعا حتى في قبريهما !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق