الاثنين، 22 سبتمبر 2014

أبو سرور الراحل : ( السيف العيسري )

(الحياة الحقيقية هي تلك التي تمتدُّ بعد موت صاحبها ولا يمدها إلا عمل صالح أو علم نافع)

هكذا عزّاني الخاطر وأنا أحترق بجمر خبر مفجع مع الفجر: 'لقد رحل الأديب الجامعي' رفيق الطفولة وإن كان شيخا،ولو لم نلتق أنا وهو إلا عن بعد يجمعنا كتابه(بغية الطلاب)

ولنبدأ الحكاية من أولها ندعمها بلسان الشيخ الذي سال النظم على لسانه كما ينهمر الغيث من الغيم..

إنه الشيخ الفقيه الأديب القاضي حميد بن عبدالله بن حميد بن سرور بن سليم بن علي الجامعي العماني السمائلي المكنَّى بأبي سرور المولود في عام 1942م

كفل الجامعيَّ جدُّه لأمه،بعد أن قبض والده عبدالله، وهو صغير السنِّ ،وقد كان عوده بالتربية على الجمع بين العلم والكدِّ للعيش الكريم،ولقد كان جدُّه يرسله للعمل فيهرب لطلب العلم ،إذ تتلمذ على يدي العلامة الفقيه حمد بن عبيد السليمي، والنحوي حمدان بن خميس اليوسفي وغيرهما.
يحكي الفقيد ذلك قائلا:

وطالب العلم لوجه الله
                  يحظى من الله عظيم الجاه
لذاك قمت طالبا للعلم
                     وكسبه مسامــرا للنجم
يبيت حولي الناس في النوم السري
                 وإنني في العلم طي السهر

ولأنه فقير المال لم يرث من والده ما يقيم وأده إذ صرف والده ماله في طلب العلم كما يصف الجامعي:

عشت يتيما ليس حولي والدي
                     يدفعني للعلم والمحامد
كان أبي ذا ثروة فباعها
                   في طلب العلم فما أضاعها
ولم يخلف غير سيف باتر
                      وكتب عظيمة الجواهر

قضى حياته كادحا عاملا لا يعرف إلى الراحة سبيلا ومتعلما لا يمل ولا يكل من طلبه..
فصبحه كما يقول لنا:
وإن بدا الصبح حملت معولي
                   ومنجلي ملتمسا لمأكل
وكم قطعت حجر الجبال
                   وكم سردت كوم الحبال
وكم غرست باسقات النخل
                مستَأجرا وبت أشكو وحلي
وكم بنيت جدرا وجدولا
                       مؤجرا حتَّى أنال مأكلا

هكذا انقضت زهرة شبابه عاملا باذلا وقد عمل أيضا مدرِّسا بالمضيبي للنحو والحديث والفقه وعمل بسمائل  لذات المواد وثم عين مدرسا لها أيضا بالمدرسة - التي سماها مازن بن غضوبة -لـخمس سنين ..

 انتقل - رحمة الله عليه - للعمل بالقضاء بجزيرة مصيرة ثم بالكامل والوافي ثم لولايتِي إبراء التي يذكره أهلها بالخير ومنها لصور ثم لصحار ثم لبدبد وبعدها لقريات ثم عاد لبدبد ..
وعاد بعدها منتدبا للتدريس لأصول الفقه والنحو والحديث في معهد القضاء ثم عاد لبدبد قاضيا ومنها انتقل لولاية صحم مواصلا مهنة القضاء .....

أما عن حياة الجامعي في طلبه للعلم فهي كما يقول:
والعصر إن جاء لبست ثوبي
              مطهرا من تربه والعيب
أمشي كأني ملك الزمان
           وما بكيسي ثم درهمان
وأنتضي دربي لنحو العلما
              ملازما دروبهم تعلما

فأي صبح كان صبحه، وأي عصر كان عصره،
وأي همة كانت همته،التي نشر بها علما يبقى له - ما شاء الله - ذكرا حسنا.

كان أبي -رحمه الله -متعلقا بأدب الجامعي تعلقا عكسه علينا ومن ذلك ما تقوله أختي التي حظيت بحظ  من حفظ أبياته على يد أبي:

(أدمن والدي رحمات الله عليه حفظ أبياته،وكان يرددها على القريب والبعيد،ضيفا كان أو من أهل الدار،ولتلك الكتب التي يكثر أبي الترداد عليها قوانين خاصة،كلها تضمن حفظ الكتاب من الضياع،وكانت لي معه حصص ثابته بعضها للتحفيظ،وأخرى للقراءة والمناقشة.

- ما دفعتني بالعصا للمدرسة
                        أمي وكانت برة وكيسة

الجميل في أبياته أنها سهلة وسلسة،ذات معنى راق جدا،ومن ظريف هذا البيت خاصة، كنت أسمِّع هذه الأبيات لأحد الأطفال ليلقيها في محفل،فقال بعفوية: كيف اقول ذلك وأمي تدفعني للدرس أحيانا!
 فأبى ان يقرأه إلا بعد إقناع دام مدة طويلة.)

عاش ابن عبدالله الجامعي عاملا للكسب الحلال طالبا للعلم النافع الرافع،راجيا من الله أن يأجره ويبقي وجوده ولو اندرس رسمه..

إنه يقول مقدما لكتابه بغية الطلاب

أي شيء أهديه يبقي وجودي**غير علم وروضة من بيان
فاذكروني يا قارئيه بخير**إن ذكرى الأحباب يرعى مكاني
بلِّغوا الناس ما وجدت لأخرى**غير تقوى ورحمة الرحمن


  ولقد ذاع صيته في عمان قاطبة وهو الذي جال ربوعها معلما وقاضيا ، وقد رحل - غفر الله له- وله كتب منها
- الفقه في إطار الأدب
- بغية الطلاب في أركان الإسلام الخمسة
-قصيدة رائية في النحو
- ديوان باقات الأدب
ديوان إلى أيكة الملتقى

وغيرها من الكتب النثرية الفقهية والمنظومات والدواوين الشعرية..

أسألك اللهم حسن الخاتمة**وجنة بكل خير دائمة

اللهم اكتبه من أهل الجنان، واغفر له يا كريم يا منان وألهم أهله الصبر على فقده والسلوان..

 السيف العيسري

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

مسابقة شاعر الخليل

جماعة الخليل للأدب المنبع الأول للأدباء العمانيين ، خرج من هذه الجماعة أغلب الأدباء الذين يتفاخرون بإصداراتهم الموقعة في معرض الكتاب ، ما يميز هذه الجماعة أنها استطاعت أن تحافظ على قوتها لفترة طويلة جدا فحتى آخر ملتقى أدبي أقيم في السلطنة كان الفائزون في مجالي القصة والشعر بشقيه الفصيح والنبطي أبناء هذه الجماعة . تعد مسابقة شاعر الخليل إحدى أنشطة الجماعة وهي مخصصة لطلاب الجامعة بالإضافة لطلاب مؤسسات التعليم العالي ، وقد طرحت المسابقة لهذا العام ويعتبر يوم 5\10\21014م آخر يوم لتسليم النصوص المشارك بها لمشرف الجماعة .
 ننصح الشعراء بعدم تفويت الفرصة بالمشاركة ، فحتى لو لم يحالفهم الحظ بالحصول على مركز متقدم ، يكفيهم الوجود في وسط أدبي رائع سيكون له أثر عميق في تكوين شخصيتهم الأدبية . 


الأحد، 14 سبتمبر 2014

شعر : نمشي على أرق القصيدة (طلال النوتكي )


أَمشِي عَلى اللغةِ البَعيدةِ..
عَارِيًا مِنْ كُلِّ أَقمَارِي..
وَكُلّ صِبَايَا.

رَجُلًا.. 
عَلَى القِرطَاسِ أَحْفُرُ خَائِفًا.
أُخفِي بِأَعْطَافِ الحُرُوفِ أَسَايَا.

لَا أَسْتَبينُ مِن التّشَتُتِ وجْهَتِي.
أَنّى نَظَرتُ أَرَى الجِهَاتِ مَرَايَا.

أَمْشِي..
قِفُوا..
لَنْ تَسْتَطِيعَ حَوَافِرُ الكَلمَاتِ..
أَنْ تَمشِي بِوَجهِ خُطَايَا.

هَذَا الظَلَامُ يَدٌ بِغَيْرأَصَابِعٍ.
وَفَمْ بِلَا شَفَةٍ تُرَاوِدُ نَايَا.

يَا نَائِمِينَ عَلَى الجِرَاحِ..
تَدَثّروُا أَحْلَامَكَمْ.
إِنّ الجِرَاحَ عَرَايَا.

فِي كُلِّ خَاصِرَةٍ، وَنَهْدٍ طَائِشٍ.
سَفَرٌ سَمَاوِيّ، وَكَأَسُ خَطَايَا.

أَنَا غَارِقٌ..
مُنْذُ ارْتَمَيتُ لِبَحْرِهَا صنّارَةً..
وَاصْطَدْتُ فِيّ سِوَايَا.

وَجْهِي سَفِينَتِي القَدِيمَةُ..
كُلّمَا ثَقُلَتْ..
رَمَتْ لِلحُوتِ بَعْضَ رُؤَايَا.

لَمْ يُغْرِهَا المَرْسَى..
غَدَاةَ تَهَيَّأَتْ أَنوَارُهُ لِلمُبِحرِينَ..
صَبَايَا.

نَصَبَتْ شِرَاعَ الذِكْرَيَاتِ..
فَكَسّرَتْ لُجَجَ الرِيَاحِ بِبَعْضِهِنّ..
شَظَايَا.

وَجهِي انْعكَاسُ القَلب..
والقَلبُ انْعِكاسُ الرّوح..
والرُّوحُ انْعِكَاسُ أَنَايَا.

وَأَنَايَ..
نَحنُ، تَسُوقُنَا أَمْوَاجُنَا.
لِشَوَاطِئِ الرَملِ البَعِيدِ سَبَايَا.

نَمْشِي عَلَى أَرَقِ القَصِيدةِ..
نَبضَةً مَجنُونَةً..
سَكْرَى..
وَنَهطِلُ آَيَا.




طلال النوتكي

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

فلسفة العقل المجتمعي وما يجب أن تكون عليه عملية التغيير ! (محمد الهنائي )


كتب فولتير إلى دالامبير يقول له (( إن النور يسري من جميع الجهات ، ومملكة العقل تعد عدتها ، ليتحد الفلاسفة فيما بينهم فيكونوا أولياء الأمر ، أوصيكم بالعصر الذي بدأ يتكون ، يغيظني أن أموت قبل أن أرى طلائع العهد الجميل الذي ستنعمون به ، لكنني لست متخليا ، ولن أتخلى عما أقدمت عليه إلا وأنا على فراش الموت ، إنني عنيد ، وسأظل أردد حتى النفس الأخير شعاري : اسحقوا العار ! انه نضال جبار ، نضال المخلوقات المفكرة ضد المخلوقات التي لا تفكر )) ثم أردف يقول له (( على جميع المفكرين أن يتحدوا بحنان ضد المتعصبين والمرائين الذين هم متساوون في صفتهم كالظالمين )) . ومما قال له (( كيف قدر لعدد من المتعصبين السخفاء أن يؤسسوا طوائف مجانين في حين أن ذوي العقول المتفوقة لا يكادون يوفقون إلى تأسيس مدرسة للعقل صغيرة ؟ )) . ومما قال ايضا وهو يخاطب ديدروا ودالامبير (( هيا يا ديدرو الشجاع ، ويا دالامبير المقدام ، انضما إلى عزيزي داميلافيل وأسسوا معا هيئة من الفرسان البواسل حماة الحقيقة ، اقضوا على الخطب الرنانة التافهة وعلى السفسطات البائسة وعلى الأباطيل التاريخية والمتناقضات واللامعقولات التي لا تحصى )) ثم تابع يقول (( ان المبشرين يجوبون الأرض والبحار ، فليطف الفلاسفة بالشوارع على الأقل ، وليبذروا البذرة الصالحة من بيت إلى بيت))
 
إنها الدعوة إلى استقلال الفكر لدى كل انسان ، دعوة التأسيس وإخراج واقع العقل المجتمعي مما هو كائن عليه وفيه إلى ما لا بد ان يكون عليه قبل الإقدام على عملية التغيير ، أركنوا أذن ــ كما قال برنارد غروتويزن ــ الى قوة عقولكم ، وأقيموا دائما المحسوس والمحدود مقام القضايا الحائرة في عمومها ، انهمكوا في بهجة التحليل الجدلي والسعي إلى البرهان العقلي حتى آخر نتيجة ، ما أشد الوضوح حينها ، وما اشد ما سيغدوا هؤلاء الاستبداديين والمتعصبين والطائشين مضحكين بمبادئهم في الحكمة ، يا لها من فوضى في الأفكار ، وياله من عقل مجتمعي معتل ذلك الذي لا يمكن للمرء أن يتعرف فيه على ذاته والدور الذي يجب أن يشغله! ، إن من اراد لنفسه حريته وانسانيته عليه أن لا يفعل شيئا بلا حذر ما لم يكن قد فكر فيه بنفسه وفق ما يقتضيه منطق العقل والحق ، علينا ان نحتفظ بكامل حريتنا في الحكم إزاء ما يلقننا إياه الناس والدولة على السواء ، فعملية التغيير والحركة التي يجب أن يحفظ بها مفهوم الحق و مفهوم الإنسانية لا تحصل بل ولا تقوم لها قائمة ما لم تكن هنالك حركة فكرية مؤسسة تستطيع توجيه جموع الإرادة الطامحة للتغير ، يجب ان تكون لحركة التغيير التي يعول عليها أمر السيطرة على الظروف المحيطة مستوا فكري معين يتلائم ومستوى القضية التي تحاول حملها، وهذا ما لن يتحقق ما لم يتم تهيئة العقل المجتمعي وفق قواعد تتلائم وماهية التغيير المنشود . تلك التهيئة ـــ كما رأيناه على يد الرسول الكريم ، وكما رأينا لها نماذج مختلفة في واقع الثورة الفرنسية خصوصا و واقع الثورات والحركات التغيرية التي أعقبت الثورة الفرنسية ـــ يجب أن تهتم بعملية تنقية وإعداد مفهوم جديد للإنسان ، للحياة ، وللكون .قرأت لفولتير ولمونتسكيو ودالامبير ولروسو وآخرين ، وعجبت من مدى متانة الاساس الذي أقاموا عليه عملية التغيير والثورة ، عجبت للفن الرفيع الذي بدأو عبره تأسيس العقل المجتمعي وفق منطق دقيق يمكن العمل به وعليه بما يضمن مقاربة ماهية التغيير المنشود . فهذا مونتسكيو يفند للشعب ماهية الشرائع وفلسفتها ويقرر بناء على ذلك الطريقة التي يُعرف بها مدى ملائمة القانون وأحوال الأمة ، فولتير من ناحية أخرى يؤسس الأرضية التي يتأسس بها عقل الفرد ومن ثم يعد العقل المستنير أساسا لعملية التغيير ، وعن روسوا فقد أسس لمفهوم الإنسان الطبيعي ولمفهوم الإنسان المدني وفق فلسفة راقية ، ثم أوضح الطريقة التي يصبح بها الإنسان الطبيعي إنسان مدنيا يحيا لــ "أنا " الجماعة قبل أناة الذاتية . باسكال ، ماريفو ، ديدروا ، لابرويير ، لاروشفوكو ، لوساج وفولتير ، يعالجون الافكار وعبثية الحياة ومفاهيم الخير والشر ، يبينون ما هو معقول وما هو غير معقول ، يرشدون ويفندون ويبنون ، يعملون على جموع المجتمع بين هدم للامعقول وبين تأسيس لما هو معقول وواجب ، انتزعوهم من الخرافة ومن أنفسهم ومن كل ما يمكن ان يبعدهم عن منهج العقل والحق .لقد اوجدوا قبل كل شيء معنى جديدا للإنسان وللدور الذي يجب أن يشغله قبل أن يهتموا بأمر مواجهة الطبقية وما كان حادث من جور وفساد ، أما نحن ففئات عدة منا لا زالت تعلم الناس وتدافع عن القيل والقال على أنه دليل يعتد به في الحكم ، لازلوا على يقين تام بأن الدولة هي المسؤول والأخير عن امر تعليمنا الطريقة التي يجب أن نفكر بها ؟ ، لازلوا يبثون فكرة ان الدولة هي المسؤول الأول والاخير عن كل أمر يتعلق بالمجتمع ، لازال البعض يعمل جاهدا لنشر سخطه وتنديده دون ان يراعي ان العقول التي امامه بحاجة للبيان العقلي قبل الإنفعال العاطفي ، لازل البعض يعتبر الهدف الذي وجد من النضال هو ان ينعم المجتمع بمستوى مقبول من الرفاهية المادية لا أن يوجد معنى جديد لمفهوم الإنسان والدور الذي يجب ان يشغله ، عجبت حينما رأيت البعض يجعل من الثورة الفرنسية رمزا للنضال ويريد ان تحدث في واقع المجتمع الذي نعيشه ثورة مشابه ، وإن جئت و سألته عن مدى إلمامه بالمدخلات والعمليات والمخرجات التي تمت قبل وفي وبعد الثورة الفرنس، تجده يقول أنها ثورة قام فيها رجال الطبقة الكادحة بتشريد واسر وقتل الملوك ورجال الدين ، ثم احدثوا انقلابا عاما في ماهية الحكم وأزالوا الطبقية والفساد ، يالله كيف اخذ الأمر ببساطة وتجاهل أمر الفلسفة التي قامت على إثرها الثورة الفرنسية ، تجاهل امر الحلقة الأهم تلك التي تمثلت في اتصال عدد من المفكرين والفلاسفة بالعامة يعلمونهم ماهية الإنسان الجديد الذي يجب ان تحظى به فرنسا ، غاب عن باله كيف انهم اعادوا تأسيس مفاهيم الإنسان ، الكون ، الحياة عبر عدد من المعالجات الفكرية النفسية التيي تلائم ماهية مفهوم التغيير . ألزموهم منطق الأخذ بالعقل دون الهوى في امر ما تعلق ونظرتهم للمحيط . ثم حدث ان كانت الثورة والتغيير الجذري 

إن وجه الإعتلال الذي يعيشه العقل المجتمعي في تعاطيه وقضية التغيير لم تنتج عن وقوعه بين فكي الإستبداد والإستعباد فقط بل وإن للجهل والتعصب للهوى الذي يظهر عن الشعوب التي تنشد التغيير فكا آخر لا يقل ضراوة عن الفك الأول ، قد يراها البعض تهكما لا يقبل إن قلنا ان مجموع جموع الكائنات البشرية في مجتمعنا لا تعرف إلى الآن ما هو صحيح وما هو غير صحيح ، كما ان منهم فئات مختلفة لا تعرف الكيفية التي تتدخل بها في الواقع الحي ، لا تعرف من اجل ماذا تناضل ولا تزال لا تدرك القيمة الحقيقة لمعنى أن يكون الإنسان هو القيمة الحقيقة والعظمى في عملية التغيير . ما اراه هو بداية عائمة تحتاج إلى عملية تاسيس وتوجيه يتلائم وماهية مفهوم التغيير . إن امر الأهتمام بتأسيس العقل المجتمعي يجب ان يحظى باهتمام بالغ ، إن استمر الوضع على ما نراه من غير ان يتم الإلتفات إلى مسالة إعداد العقل المجتمعي ، فإن واقع اعتلال المجتمع لن يزول بل ستتغير أشكاله فقط ، أي سيغدوا للإعتلال اشكال عدة يلبس إحداها تارة ثم يخلعه عنه ليلبس اخر ، وسنبقى ندور في ماهية واحدة ! !
!
كتبه : محمد الهنائي 

ملخص كتاب : غزوة منهاتن (عبيد الكلباني )

اسم الكتاب: غزوة منهاتن 

 الطبعة: اﻷولى 

  الكاتب: عبدالله النفيسي 

 عدد الصفحات:27 

📋 النوع: سياسي 

*********************************************************************


كتاب عبارة عن مقالات كتبها بعد أحداث 11 سبتمبر يستعرض من خلالها العقلية اﻷمريكية السياسية والعسكرية في إدارة اﻷمور ، كما يعرض تناقضات أمريكا حيث تسعى لمحاربة اﻹرهاب وهي تحتضن العديد من الميليشيات اﻹرهابية المعارضة لدول أخرى ، وكذلك تشدقها بالديمقراطية وهي تدعم أكثر طغاة العالم ، كما أنها تصدر العديد من اﻷسلحة للأطراف المتنازعة لزيادة التحارب وتحدث كذلك الكاتب عن الجماعات اﻷصولية المسيحية في أمريكا وقربها من القيادة اﻷمريكية ومن أبرز نتائجها عملية اﻹرهابي اﻷمريكي "مكارثي" عام 95 وتحدث عن عقلية العنف المفرط وعرض العضلات اﻷمريكية في حل المشاكل والنزاعات 


من وجهة نظري يعد هذا الكتاب مهم جدا لفهم العقلية اﻷمريكية التي تتحكم في العالم اﻵن ،كما يحتوي على قدر ممتاز من العلمية والتحليل الجيد للأوضاع العالمية 
كما يجب أن يعي الناس من هو اﻹرهابي الحقيقي فالعالم لا كما يظهره لنا اﻹعلام العالمي ومن تبعه من أذناب العرب والمسلمين 
27 صفحة ولكنه قادر لإحداث وعي عميق في هذه المسألة 


كتبه : عبيد الكلباني 

 الرابط(إن وجد):


مقال : العمل حياة (عمر الفهدي )

العملُ حياه..! ، قالها الراحل نيلسون مانديلا ولكن بصورة ضمنية حيث قال : " إن أكثر شيءٍ يقتلني هو أن أستيقظ الصباح فلا أدري ماذا أفعل !" ، فمالذي دفع ذو الأكثر من تسعين عاماً أن يقولها بعينين متوهجتين ، وشبابٍ فوَّار ؟ ، هل لأنه كُبِت شبابه بين القضبان ؟ وأصبح كالمارد الذي قيِّدت أطرافه سنين طوال ، أم لأنه – وهو الأكثر ترجيحاً – قالها لأنها الحكمة التي استقرئها من حياة العظماء واصحاب الأهداف النبيلة ؟ فماذا نقول عن العمل ؟ وبماذا تُملأ أوقات شبابنا اليوم ؟
العصر الذي نعيش فيه ، لَهوَ زمنٌ يستحقُ أن يُعاش بجدية ، لا تكاسل وتهاون ، ولا تسويف وتأجيل فيه وانتقال من جلساتِ الفراغ إلى جلسات النزاع ، فلم يحيى العرب العظماء على هذا ، ولم يحكموا العالم بخيرٍ إلا لأن العمل المقرون بصالح الأعمال كان قِوامهم ، فَلِمَ أصبحت دفاتر يومياتنا فارغةً من أجندةٍ  نحققها ؟ وهواتفنا فارغةٌ من خطط الغدِ مليئةً بالأحاديثِ الهزيلة؟
بلغةٍ عصريةٍ أقول أنه مع تقدُّمِ الأيام ، ستُحدَّثُ حياةُ كثيرٍ منا بملهيات جديدة ، ومثيراتٍ أشدُّ اجتذاباً للبِّ الشباب ، فإن لم يشغلنا عن باطلها شاغلُ الحقِّ والعمل ، دفنَّا أنفسنا مع الموتى ونحن أحياء..! فلننفض عنا الغبار ، ونزيح عن شبابنا الفوَّارِ كل مايكبته ، ألا إن الأمة إن قامت ،فسيكون ذلك بسواعدِ الطموحات الفتيَّةِ الأبية المكلوئة بالعمل ، ففي كلٍّ منا طاقاتٌ متوقِّدة في ضلوعنا ومتوهجة في أحداقنا .
ولا ريب أن الغرب يحيا على ذلك ، حيث يقول سامنرز ريدستون رئيس شركة فياكوم :" مصدر قوة الشبابِ يكمن في العمل " ، وإيلي ديفيس أفضل مندوبة مبيعات في مجال العقارات : " أحب الإستيقاظ في الصباح الباكر والذهاب للعمل " ، ولم يصلوا إلى قمم التقدم إلا بسعيهم الدؤوب على العمل ، ورفض فكرة التقاعد على أنها إنتهاءُ المسيرة العملية ، بل لسان حالهم يقول زرعوا فحصدنا ونحن اليوم نزرع ليّحصُد غيرنا .
احترام العمل والوقت يجب أن يَرتبطَ بقيمة الحب والشغف للعمل الذي تعمله ، انه الشغف الذي يوقظك من نومك بل ويقول جاك كانفيلد في كتابه الرائع (مبادئ النجاح) :" أكثر الناس نجاحا هم الذين يحبون عملهم وعلى استعداد أن يستيقظوا الصباح  ليعملوا مجانا..!" ، فالشغف متعته تفوق ألم التضحيات ولذة الملهيات والقول في ذلك ماقاله الشاعر وأبدعه:
سهري لتنقيح العلوم ألذُّ لي..من وصل غانيةٍ وطيب عناقِ
وصرير أقلامي على صفحاتها..أحلى من الدوكاء والعشَّاقِ


وبعبارة ملؤها الإستمتاع قالت جيه كيه رولينج مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر الشهيرة :"لا أظن أن هناك أحداً سيستمتع بقراءتها بقدر استمتاعي بكتابتها " ، إذًا فيجب علينا أن نعرِف مايسرق لبَّنا وما نوع العلم أو العمل الذي تستهويه أنفسنا بالبحث عن فوائده والأسباب التي تدعوك لفعله.
دع الصباح يملأ روحك نشاطا وتملئه أنت عملاً ، واستفد من أوقاتك بتحسين نفسك في ماتجيد وتهوى ، وافصل نفسك عن الروتين الذي لا يقودكَ إلا نحو الهامشية ، وكن شغوفاً بأن ترفع من قيمة نفسك باكتسابك لمهاراتٍ جديدة ، فهذا أحد أهم أسرار الثراء المادي كما يقول توني روبنز وحافظ على عادة تحديد أهدافك دائماً.



كتبه : عمر الفهدي 
Insta: @alfahdx18

نص شعري : استجداءٌ في حضرةِ الأقاصي (الشيماء)

مـوتُ المسافةِ ما أغـنى وما كسبا
يا كاشِفِي حُجُـبًا .. قمْ وحّد الحُجُبا!

وحدي حجابُكَ .. يستجدي جهـنّمَهُ
ظلاًّ .. ويقطع ما دون المدى حـطبا

وجـهـي عــراؤكَ .. أيٌّ فـتـنـةٌ أبـدٌ
تقمّصُ الريحَ في خطويكَ والسّغـبا

سمراءُ .. عذراءُ .. وجدُ الماءِ .. من جسدي
تُفضى النبوءةُ للأسماءِ .. للغُـربَـا

وقـد تـوحّـدَتِ الأسـفـار بـي لـغــةً
لـم تـشهــدِ الله إلا أُزلِـفـتْ نُـصُــبا

أسْجـتْ عـلى قـلـق التكوينِ لعـنتَها
منْ أوّل الهطـلِ حـتّى آخرِي سُحُـبا

إني يـعـددني الـمـوتى .. ولا زمـنٌ
يُعــيدُ للحضـرةِ الأولى دمي اللهـبا

أنـسـلّ منْ قــدَرٍ .. يـستـلّـني قــدَرٌ
مـني .. فأجـترحُ الأفـلاكَ والشّهـبا

الربّ والشمسُ والمنفى حنينُ غـدٍ
واللازوردُ شقـاءُ الرّملِ ما اقـتربـا

خـلّـيتُ بين يدي والطّين .. نـاظرةً
أيانَ يُبعـثُ مـاءُ الـغـيبِ مُـضطربا

يا منْ تنادي غيابي منْ على جبلٍ :
لـبَّى الصّدى صفةٌ تستجمعُ الرِيَبَـا

لـبّتْ .. فـتبّت يـدٌ ، لا شيءَ أحملهُ
غـيرَ اشـتعـالِ نبـيٍّ كانَ .. فاغـتربا



        الشيمـاء

               ،

الخميس، 11 سبتمبر 2014

قصة قصيرة : الباب يغلق الأن (حمد المخيني )

البابُ يُغلَق الآن... (1) الآن أُغلقُ الباب... كان يجدرُ بي غلقه عليكِ لا عنك؛ لكنه القدر حين يفرض علينا سيطرته, و يرمينا في متاهاته. و هو الذنب أيضًا. قلتِ لي مرةً: »لا تسمح لأحد من البشر أن يحاسبك على ذنب اقترفته؛ الله أرحم«. أتذكرين يوم ارتكبتُ ذنبكِ أول مرة؟ كنتُ عائدًا من عملي في ساعةٍ متأخرةٍ من ليلةٍ ظلماء, كنتِ تبكين مع السماء, وتجلسين منزويةً على رصيف الشارع. لم أفهم سبب وجود فتاة بعباءة و حجاب ملقى بإهمال تجلس وحيدة. أوقفتُ سيارتي جانبًا، اقتربتُ منكِ و سألتكِ: »ماذا تفعلين؟ لم لا تغادرين إلى منزلك, الوقت متأخر و السماء تمطر, من الخطر عليك أن تبقي هنا .« نظرتِ إليّ في صمت .قلتُ: »تعالي معي, لا تخافي. كما ترين, أنا ممرض و قد أقسمت على تأدية عملي بإخلاص. سلامتك جزء من وظيفتي. ستأتين معي لنرى ما الذي يمكننا فعله في الصباح«. نهضتِ وأنت ترتجفين, ركبتِ السيارة إلى جانبي في المقعد الأمامي. بقيتُ صامتًا أفكرُ في أمرك و لا أسمع سوى نشيج بكاءك و صوت قطرات المطر. دخلنا إلى شقتي. تأملتُ ملامح وجهكِ. كان أنفك محمراً, وعيناك متورمتين كحبتي خوخ. أدخلتكِ إلى الغرفة المجاورة, وضعتُ أمامك قنينة الماء, والخبز, والجبن, وخرجتُ نحو غرفتي لأنام. *** أنا لستُ أنانيًا. أصبحتِ تعرفينني جيدًا, أليس كذلك؟ في تلك الليلة الأولى و أثناء نومي، أحسستُ برموشك المبتلة, و دموعك وهي تسيل أسفل ذقني. كنتِ مستلقية إلى جانبي تبكين, وتخبئين وجهك في حضني. فتحتُ عيني يائسًا, وحاولت أن أتمالك أعصابي. سألتك, ما بك؟ فلن أتحمل مصائب أكثر مما أتحمل مع المرضى. كنتُ فظًا؛ لأنني شككت في نواياك. لم تنبسي بكلمة, ولأنك لم تكوني تعرفيني جيدًا؛ قلتُ: »اسمعيني. أنا شابٌ من قرية بعيدة. نشأت على طاعةِ الله منذ صغري, أحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم. دشاديشي المعلقة تلك قصيرة. عمري خمسة وعشرون عامًا, ولم ألمس إمرأة في حياتي. سأتزوج ابنة عمي حين أنتهي من تجميع المهر. هي فتاة متواضعة, أنهت المرحلة الإعدادية و ظلت في المنزل. حين نجلس على حافة الفلج, تقص علي حكاياتها البسيطة, عن الدجاجة التي لا تبيض, و عن طعنات إبرة الخياطة على طرف إبهامها. يا ابنة الناس ابتعدي عني, لا تلمسيني. لقد تربيت على الأخلاق والعفة؛ رفض أبي أن أكمل دراسة التمريض في سنتي الثالثة, حين شاهد في إحدى صفحات كتابي رسمًا لفتاة عارية, بجانبها صورة مكبرة للجهاز التناسلي. لم يفهم يومها أنني أراجع دروسي في مقرر فيزيولوجيا الإنسان؛ مزق الكتاب و منعني من العودة إلى الجامعة. ذهبتُ إلى شيخ الحارة و قبضت على يديه متوسلًا؛ كي يقنع والدي بالعدول عن قراره. ماذا تريدين؟ ألا يمكنك التوقف عن البكاء؟ قضيت سبع سنوات في مسقط عفيفًا و شريفًا, أقضي فيها خمسة أيام ثم أعود إلي قريتي ليومين, وهكذا كل أسبوع, لا أعلم من أين أتيتِ اليوم لتحشري رأسك في حضني بكل هذه الجرأة. ابتعدي أنتِ تقتربين أكثر مما يجب أيتها الفتاة! «. صدقيني, لو أنك اكترثتِ لحديث تلك الليلة؛ لما أحببتك ولما أحببتني, لكنك لزمتِ البقاء في حضن ابن القرية العفيف, الذي غفى معك ليهديك ساعِدَهُ وسادةً لأحزانك, فلم يصحَ ليصلي الفجر؛ حتى لا يقطع نومك. *** يُحزنني أن تبتعدي، لكنني مُجبر على تركك تغادرين, تمامًا كعصفورتي التي امتلكتها في صغري. كانت عصفورة صغيرة, وضعتها في قفص من السعف. كبرت واستأنست ضيق المكان, تتحرك في حيزه ولا تطلب أكثر من ذلك. ذات يوم أصرّ أخي الأكبر أنْ أُطْلِقها؛ كي تعيش بحرية مع العصافير الأخريات. رفضتُ و أخبرته أنها تحبني, و حتى إن فتحت الباب لن تطير. مددت يدي إليها مناغيًا, ولم أنتبه إلى أخي الذي اندفع نحو القفص؛ ليحطمه و يحرر العصفورة قسرًا. لم تستطع المسكينة الطيران, ظلت تتخبط في الوحلِ, حتى تلقّفها القط, وتلاشت بين أنيابه. أتعلمين؟ تغيّرت أشياء كثيرة منذ أن دخلتِ إلي حياتي. تقبَّلتُ فكرة أن تعيشي معي بعد أن أخبرتني عن حكايتك المؤلمة التي استقبلتُها كطعناتِ السكين على صدر عارٍ.كنتِ شقيةً جدًا, وكان لابد أن تتركي أثرك على كل شيء. أرغمتِني على تقصير لحيتي و إطالة دشاديشي, تقولين أنني أبدوا أكثر وسامةً بها. غيّرتِ أثاث الشقة؛ ليتناسب مع ذائقتك, استحدثتِ ركنا في زاوية الغرفة؛ ليستوعب كتبك الكثيرة. كنتُ أقول لك: »ما الفائدة من قراءة الفتاة لكتب الفكر و الفلسفة والسياسة و البطيخ؟« تجيبين: »الكتب تهديك الحقيقة الصادمة دون أن تمُنَّ عليك, تلك التي تجعلك تفكر أكثر مما يجب بكل ما يدور من حولك«. فأجيبك: »أنا أقرأ, لكني لا أفكر بعيدًا عني. الحياة قصيرة بالكاد تكفي أحلامنا الصغيرة. و أنتِ إن تأملتِ حياتك جيدًا, ستعرفين سبب تعاستك وتشردك! .« نبدأ في النقاش ثم تتعقد الأمور أكثر؛ فأخرجُ مثقلًا بالخسارة. إلا أن كل ذلك يجذبني, فأنت بطبيعتك الغريبة هذه -بالنسبة إلى شابٍ عرف النساء في قريته بشكل مختلف- كنتِ تستفزينني لمعرفتك أكثر وتزيدين من تعلّقي بك, حتى أن شقتي صارت ملاذًا, أنتظرُ انقضاء ساعات العمل بسرعة؛ حتى أعود و أجدك متمددة على الكرسي, تقرأين كتابًا بعد أن فرغتِ من إعداد الطعام, تستقبلينني بحب, تنادينني مازحة »يا زوجي« ؛ فأبلع حسرتي و ألعن شرقيّتي, ثم أبتسم بغباء. كنتُ أكره الدموع في عينيك. حدث أن قبضت عليكِ ذات يوم متلبسة بالبكاء. قلتُ: »زينب لماذا تبكين؟ ألست تعيشين بداية جديدة معي؟« أجبتني بحسرة:» الجروح القديمة تلتئم ,لكنها في أعماق الروح لا تفقد وجعها. « قلتُ: »كل الأشياء مؤقتة«. *** الآن و أنت تبتعدين, و قبل أن يُطبِق البابُ على فم الجدار, أفكر أن أصرخ باسمك. أقولُ زينب لا ترحلي؛ فقد كنتِ الحلمَ الذي أعيشهُ هانئَا, وحدث أن أفقت منه على صفعات يد غليظة, تفوح منها رائحة عتيقة, و خيال فتاة قروية, تفك ضفائرها المخضبة بالحناء. ها أنتِ تبتعدين, هل يمكنك سماعي؟ سامحيني؛ لكنني اخترت الحياة التي لم تُلقها الصدفةَ أمامي ورقة خاسرة ... و الباب أغلقه الآن بإحكام. لن أتركه نصف مفتوح؛ حتى لا يخرج طيفك خلفك, فأبقى وحيدًا. (2) لم يعد لي مكانٌ هنا. أعلمُ أنها النهاية. زينب التي تغادرك الآن-وفي ذاكرتها عامٌ من الحب مرَّ سريعًا كنسمةٍ دافئةٍ- تدركُ عيوبها جيدًا. حين التقتك أول مرة, و اختبئتْ في حضنك, كانت ضعيفة جدًا, هشةً كورقة خريف, وضائعةً كقطة فقدت صغارها. ظننتَ أنني فتاة ليل؟ لا ليس كذلك, كل ما في الأمر أنني لم أجد خلاصًا سوى في حضن غريبٍ أبكي؛ فيواسيني دون أن يؤدي دور الوصي. أردتَ أن تسمع حكايتي؛ فأخبرتك عن كل شيء. »لا أذكر من حياتي سوى العذاب. تخلت عني أمي لتتركني أعيش مع أبي و زوجاته اللاتي كان يُبدلهنّ كل فترة. درستُ الطب لسنتين بعدها أدركتُ أنني في المكان غير المناسب. ما الفائدة من علاج الجسد إذا كانت الروح عليلة ومُدنَّسة؟ انسحبت من الكلية وبقيت في المنزل أبحث عما يناسب ميولي الصعبة. فأنا لا أقبل أن أتبع الآخرين في أمرٍ ما لم أقتنع به. متحررة لكنني أعرفُ الله جيدًا, أجده حولي في كل مكان. ثائرة على كل الثوابت, ولدي أسئلة أفتش عن إجاباتها بين الكتب. في عالم (الفيسبوك), تجدني أخط سطور التوعد على كل حوائط الظلم و التخلف والفساد. أحمل على عاتقي قضايا الأمة و جرحنا العربي الذي ينزف في شوراعنا دون توقف. هه, المضحك أنني بدأت ثورتي بأبي. كان يمارس الفساد في عمله ويرتشي, وقفت في وجهه حتى يكفَّ عن أفعاله. حبسني في غرفتي؛ لكنني لم أتوقف, جمعتُ أدلتي ضده, و قدّمت بلاغًا عن جرائمه. ضربني يومها وكدت أموت؛ فهربت مختبئةً في سكنٍ للطالبات, عملت فيه كمشرفة بعد ذلك. عرَّفتني إحداهن على أخيها الذي كان يتردد على السكن دائماً. استطاع أن يستغل ضعفي؛ فأغرقني بالحب, و انقض على شرفي في لحظة تحول فيها إلى أسدٍ مفترس. عندها أدركتُ أنني وقعتُ في هوةِ ضياعٍ سحيقة؛ فخرجت هائمة على وجهي, أسيرُ نحو المجهول, و أبكي ما كان وما سيكون... « *** أنا خُلِقتُ لأتشرد. هل تذكر أحلام يقظتي التي كنتُ أخبرك عنها؟ كانت تدور حول الحياة والسكينة والحب؛ وإلا لماذا نحلم إذا كنا نمتلك كل شيء؟ »مرةً و حبكَ يعتلي غيمة, حلمتُ أنني رملٌ لا يرتوي إلا بكْ... « أخوك الأكبر يستحق الموت؛ فقد أماتني حين حرمني منك, كما أمات عصفورتك. بالمناسبة, يمكنني إخبارك لماذا أحبت العصفورة قفص السعف الضيق:أقصى ما يتمناه أي كائن منكسر هو الأمان. حين نعتكَ أخوك بالزاني, ارتبكت و أغمضتَ عينيكَ في ندم. كنا في إجازة نهاية الأسبوع, قررتَ عدم العودة إلى قريتك والبقاء معي, طلبنا البيتزا, و اخترنا فيلمًا نتابعه. رن الجرس, لم نكُ ننتظر أحدًا سوى عامل توصيل الطلبات. فتحتَ الباب؛ لتتفاجئ بأخيك يأخذك في الأحضان؛ دفعك بقوة حين انتبه لوجودي, و احمرت عيناه غضبًا. لأول مرة ألمحُ في وجهك الخوف والندم. كنتَ مصدوماً, تستقبل شتائمه واتهاماته دون أن تدافع عن نفسك. صرخَ في وجهك: »اطردْ هذه السافلة حالاً«. بقيتُ صامتة أسمعك و أنت تتوسل إليه أن يهدأ. غادرتَ الشقةَ معه, ولم تعد. *** الآن أنا أبتعد... أحمد, لا تخف لن ألتفت إلى الوراء؛ كي لا أرى ابنة عمك القروية تقف إلى جانبك. كي لا أراها تحتل مملكتي, تغير ترتيب الأثاث، تتخلص من كتبي و تضع مكانها علب الصندل والسدر، مجمر البخور وعدة الخياطة. هل اعتقدت أنني لم أتوقع هذه النهاية؟ كنتُ أختنقُ حزنًا في كل لحظةٍ جميلة تجمعنا, لكنني أختبيء خلف السعادة؛ جميلٌ أن السعادة خدعة سهلة, كلما اشتدَّ علينا الحزن مارسناها. كيف كانت النهاية؟ موجعة كالخيانة، غامضةٌ مثلما موْت. كان قد مضى أسبوعين منذ أن خرجتَ مع أخوك. خفتُ عليكَ, و راودتني هواجس كثيرة. تخيلتُ أنك تتعذب في القرية, أبوك يقيدك في جذع النخلة, يجلدُ ظهرك؛ حتى يتقاطر دمًا, و يوم طُرِقَ الباب, ركضتُ لأفتحه؛ علمتُ أنك الطارق, شممت رائحتك. فتحتُ الباب فَرِحةً, لكنني اندهشت. كنتَ أنت ولم تكُ أنت, يا إلهي! ملامحك تغيرت, لحيتك أصبحت طويلة و شعثاء, في وجهك سكينة, وحزن لا أفهمه. قلتَ لي: »زوجتي تنتظرني أسفل العمارة, غادري«. بقيتُ في مكاني, جَذبتني من ساعدي بقوة إلى الخارج، حدّقتُ في عينيك أبحثُ عني, سألتك عن أشياء كثيرة, لكنك كنتَ جامدًا كصنم. أرحلُ الآن و أتساءل, أين يمكنني دفن الحياة التي قضيتها معك؟ الذاكرة ليست مكانا آمنا. أو لا يهم؛ فها أنا أغادر، خطوةً بعد خطوة. حين أغيب عن أفقك، لن أرمي بنفسي من إحدى شرف العمارة، و لن أعود إلى منزل أبي منكسرة, بل سأجلس منزوية على الرصيف أبكي, وقد يحل الظلام وتمطر السماء فتبدأ رحلة جديدة؛ لأن كل الأشياء مؤقتة؟ تمت

الكاتب : حمد المخيني

ملخص كتاب : أمريكا والإبادات الثقافية (عبيد الكلباني )

اسم الكتاب : أمريكا واﻹبادات الثقافية

 الطبعة: اﻷولى

  الكاتب:منير عكش

عدد الصفحات: 272

 النوع: تاريخي وثائقي فكري


التقييم :  9\10

*********************************************************************


 يتحدث الكاتب عن تاريخ أمريكا وتحقق فكرة وعد الله لليهود (شعب الله المختار) والكتاب عبارة عن جزء من سلسلة تناقش هذه الفكرة وتتكون من (فكرة أمريكا ، تلمود العم سام ، أمريكا واﻹبادات الجماعية )
حيث يقول الكاتب بأن كولمبوس خرج لتحقيق هذا الوعد ووصوله لأمريكا هي أول الخطوات للوصول ل (فلسطين) والتي سيتحقق الوعد فيها ويكون سكانها خدم لشعب الله المختار (هذه الفكرة موجودة في الكتب اﻷخرى)   والشعب اﻷنكلوسكسوني(اﻹنجليزي)  هو الذي يحمل هذا المعتقد ويسعى لتحقيقه في فلسطين(وتحقق من خلال وعد بلفور)  والكاتب يريد إثبات أن هذا المعتقد لم ينفذ فقط في إسرائيل ولكن تحقق قبل ذلك في أمريكا واستراليا حيث  تعرضت الشعوب اﻷصلية لأبشع اﻹبادات فقد كانت هناك أكثر من 400 أمة من الهنود الحمر بتعداد (12 أو 300 مليون لا أذكر المعلومة بالضبط لأني قرأتها في الكتاب السابق أمريكا واﻹبادات الجماعية ) ولم يبق سوى ربع مليون !!
ووضح  هذا الكتاب بعض اﻵليات التي اتخذتها الدولة المستعمرة لإحلال ثقافة المستعمر مكان الثقافة الأصلية (اللغة ، الدين ، المعتقدات ، التقاليد ، التزوير ، الإغتصابات ، الخطف ، التبشير وغيرها)  ويعتمد الكتاب على وثائق عديدة وتاريخية تقصاها المؤلف خلال 5 سنوات في مركز الوثائق اﻷمريكية وغيرها من المصادر
وتلخيص الفكرة التي يدور حولها كما يقول الكاتب " فكرة إحتلال الغير واستبدال شعب بشعب ،ثقافة بثقافة وتاريخ بتاريخ"


 رأيي:


الكتاب أضاف لي الكثير وبين الوجه اﻷخر واﻷصول التاريخية لقسوة اﻹستعمار الذي شاهدنا فقط قسوته القريبة في الهند ومصر وغيرها التي كانت تحت الحكم البريطاني  وأرى أنه يحتوي على بحث وتقصي علمي وليس مجرد تحليلات وادعاءات
ويفضح كثيرا تلك البهرجة والتمدح ب (المساواة ،الحرية ، اﻹنسانية) وتاريخها مملوء بالعنصرية واﻹرهاب والوحشية
وربما لاحظت أن الكاتب أحيانا يجنح إلى التهويل والمبالغة نوعا ما وربما هذا اﻹنطباع راجع لإسلوب الكاتب اﻷدبي وأحيانا ألاحظ التكرار وعدم ترتيب المواضيع.



 الرابط(إن وجد):

https://www.dropbox.com/s/ud86l7uu8gj91cv/%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9.pdf?dl=0

أعد الملخص : عبيد الكلباني 

كلمة البداية

الأفكار لا تموت بل تبقى حبيسة في الذاكرة حتى يتسنى لها الخروج في عالم الواقع , وفكرة مدونة ثقافية تنشر للشباب العماني كانت فكرة موجودة منذ زمن ولكن كانت تتنتظر اللحظة التي تتهيأ لها للخروج . بدأت فكرة هذه المدونة في جروب واتس أب أنشئ حديثا يجمع بعض الشباب العماني الواعي الباحث عن المعرفة وسمي الجروب بإسم روضة الأنس مع أمل أن يكون ملتقى لأفكار أولئك الشباب وإبداعاتهم الثقافية والأدبية .
طرحت فكرة إنشاء المدونة وبقي إختيار الإسم المناسب لها , كانت هناك عدة إقتراحات من بينها : روزنة – مكامن – صدى القلم – قطوف – الأفق –مراسي وغيرها . للأمانة من اقترح اسم روزنة في البداية سيف الشيذاني في عالم الفيسبوك وتم اختياره بالتصويت بين أعضاء الجروب.
هدف هذه المدونة أن تكون مجلة الكترونية في المستقبل ثم ورقية مع مرور الوقت , وأن يكون لها صدى في المجتمع العماني ثم العربي ثم العالمي . لا يهمنا في هذه المدونة أن يكتب لدينا كبار الكتاب بقدر ما يهمنا أن يكتب لدينا الشباب الناشئ ,  وأن يجد لدينا منبر لنشر ما يكتبه. لذلك سنكون سعداء جدا بتواصل الشباب معنا وإرسال إبداعاتهم للنشر .

من هنا نتمنى أن نقوم بنشر المعرفة بكل أنواعها العلمية والثقافية والدينية والأدبية , وكل إقتراح أو نقد من قرائنا الأعزاء سيكون محل اهتمام لذلك نتمنى منكم التواصل عبر بريد المجلة ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة . 

الإنطلاقة

مجلة روزنة

مجلة ثقافية وأدبية على هيئة مدونة تعنى بنشر إبداعات الشباب العماني من ملخصات للكتب والمقالات والنصوص الأدبية
تستهدف المجلة كل الشباب العماني وتتمنى منهم المساهمة في نشر المعرفة
تستقبل المجلة إبداعاتكم على الإيميل :
roznamagazine@gmail.com