مساكيــن
مساكين أولائك الذين اختزلوا حياتهم في المأكل والمشرب والنوم فقط ، يعيشون على هامشها ، متوجسون من كل تغير ، لا يرون من الحياة إلا لوناً واحداً، فعجباً منهم كيف يُطيقون ذلك النمط الرتيب ! وكيف يصدُّونَ ويهربونَ من ألوان الحياةِ المتنوعة في كافة جوانبها .
العصر الحالي ساهم في تباين الحياة أكثر ، وأَبْرَزَ تنوع مجالاتها ، فأصبحت الخيارات متعددةً وليست محصورةً في قالب الروتين الممل ، ففيها تنوعت العلوم والفنون والاداب ، وتضاعفت الأفكار والأساليب ، وتعددت الهوايات والمسلِّيات ، ولكن فئة من الناس حصرت نفسها ، ولم تستمتع بجمال العصر وصدُّوا عن كل ذوق كأن في آذانهم وعيونهم وقلوبهم وقرا.
الأمثلة على هؤلاء كثيرة ، ولكن ما يُؤسِفُني أكثر هو أن أرى الطلاب – وخاصة في المراحل المتقدمة - اتخذوا من هذا النمط أسلوباً حياتياً ثابتاً ، يفرِّغ جزئا من طاقته في الدراسة والبقية الباقية في نومه ومأكله ،ويمكث على هذه الحال سنوات عدة ، بينما العالم حولهم يتعلَّم أضعاف مايتعلمون ، ويُضيف للحياة أكثر مما يحلمون ، ونسوا أن الحياة فيها من المجالات ما يُبهج النفس ويُذكي العقل من الفنون والعلوم والاداب والذوق ، وإذا ما نصحته إلتفت إليك كأنك جئت من كوكب آخر لا يَعرف الحال -على حد اعتقاده- ، فكيف يستسيغ هؤلاء أن يضَيِّعوا سنواتهم في العيش في هذا المثلث الكئيب ؟
في إحصائاتٍ علمية أظهرت أن الإنسان يقضي مايُعادل ثلث عمره في النوم (أي مايعادل 20 سنه للمتوسط العمري 60) ، ناهيك عن الروتينيات الأخرى كالأكل والأحاديث الجانبية ، والحقيقة أن الحياة أقصر من أن نقبع تحت وطأة نمط واحد فيها ونحرم أنفسنا من استكشافها بحجة الدراسة أو الإنشغال ، فالأعمال لا تنتهي ، وما إن تنتهي مرحلة الدراسة تأتي أخرى أثقل ، فالفَطِنُ من يكسر قيود النمطية ويأبى إلا أن يستفيد من خيارات كل مرحلة عمرية . ألهمتني قصَّة أحد الطلاب المغتربين الذي كان يرفض الخروج من مسكنه إلا لجامعته ، وكانت غرفتهُ مملوءةٌ بالأوراقِ والملخصات ليس إلا ، وبعد ضغطٍ من أقرانه استجاب للتجول قليلا ، فبدأ يستنشق جمال الطقس وبدأ يلتفت لكل الجماليات في منطقته وتوهجت في عيناه تلك الأروقه ، فأدرك موقعه ، فعزم على استكشاف ما حوله أكثر وعندما عاد لبلده قرر أن يؤلف كتاباً عن التجارب التي مرَّ فيها واستمتع بها .
أهمية التجديد والتنويع بارزةٌ في كل شيء ، فلو أن الطقس بقيَ صحوا دائماً لما استَمتعتَ َ برشات المطر ، ولو أنك مارست نفس العمل طويلا لنَفَرَتْ نَفْسُك واكتئبت ، ولو أنَّك قابلت نفس الوجوه المحدودة دائماً لاستمعت لنفس التجارب ، ومن هنا نقول أن التجديد يفتح لك الأفاق ، فلك فيها أن تحضر دوراتٍ تعليمية ، وتبادر في عمل تطوعي ، او تتصفح كتاباً في مجال جديد ، مارس هوايةً جديدة ، حتى قائمة طعامك غيِّرها ، واتبع نصيحة هيلين كيلر "الحياة مغامرةٌ جريئة وإما لا شيء" لا تدع سنوات عُمرك تمر في الخيارات المحدودة فأنت تستحق الأفضل .
عُمر الفهدي
Insta: @alfahdx18
مساكين أولائك الذين اختزلوا حياتهم في المأكل والمشرب والنوم فقط ، يعيشون على هامشها ، متوجسون من كل تغير ، لا يرون من الحياة إلا لوناً واحداً، فعجباً منهم كيف يُطيقون ذلك النمط الرتيب ! وكيف يصدُّونَ ويهربونَ من ألوان الحياةِ المتنوعة في كافة جوانبها .
العصر الحالي ساهم في تباين الحياة أكثر ، وأَبْرَزَ تنوع مجالاتها ، فأصبحت الخيارات متعددةً وليست محصورةً في قالب الروتين الممل ، ففيها تنوعت العلوم والفنون والاداب ، وتضاعفت الأفكار والأساليب ، وتعددت الهوايات والمسلِّيات ، ولكن فئة من الناس حصرت نفسها ، ولم تستمتع بجمال العصر وصدُّوا عن كل ذوق كأن في آذانهم وعيونهم وقلوبهم وقرا.
الأمثلة على هؤلاء كثيرة ، ولكن ما يُؤسِفُني أكثر هو أن أرى الطلاب – وخاصة في المراحل المتقدمة - اتخذوا من هذا النمط أسلوباً حياتياً ثابتاً ، يفرِّغ جزئا من طاقته في الدراسة والبقية الباقية في نومه ومأكله ،ويمكث على هذه الحال سنوات عدة ، بينما العالم حولهم يتعلَّم أضعاف مايتعلمون ، ويُضيف للحياة أكثر مما يحلمون ، ونسوا أن الحياة فيها من المجالات ما يُبهج النفس ويُذكي العقل من الفنون والعلوم والاداب والذوق ، وإذا ما نصحته إلتفت إليك كأنك جئت من كوكب آخر لا يَعرف الحال -على حد اعتقاده- ، فكيف يستسيغ هؤلاء أن يضَيِّعوا سنواتهم في العيش في هذا المثلث الكئيب ؟
في إحصائاتٍ علمية أظهرت أن الإنسان يقضي مايُعادل ثلث عمره في النوم (أي مايعادل 20 سنه للمتوسط العمري 60) ، ناهيك عن الروتينيات الأخرى كالأكل والأحاديث الجانبية ، والحقيقة أن الحياة أقصر من أن نقبع تحت وطأة نمط واحد فيها ونحرم أنفسنا من استكشافها بحجة الدراسة أو الإنشغال ، فالأعمال لا تنتهي ، وما إن تنتهي مرحلة الدراسة تأتي أخرى أثقل ، فالفَطِنُ من يكسر قيود النمطية ويأبى إلا أن يستفيد من خيارات كل مرحلة عمرية . ألهمتني قصَّة أحد الطلاب المغتربين الذي كان يرفض الخروج من مسكنه إلا لجامعته ، وكانت غرفتهُ مملوءةٌ بالأوراقِ والملخصات ليس إلا ، وبعد ضغطٍ من أقرانه استجاب للتجول قليلا ، فبدأ يستنشق جمال الطقس وبدأ يلتفت لكل الجماليات في منطقته وتوهجت في عيناه تلك الأروقه ، فأدرك موقعه ، فعزم على استكشاف ما حوله أكثر وعندما عاد لبلده قرر أن يؤلف كتاباً عن التجارب التي مرَّ فيها واستمتع بها .
أهمية التجديد والتنويع بارزةٌ في كل شيء ، فلو أن الطقس بقيَ صحوا دائماً لما استَمتعتَ َ برشات المطر ، ولو أنك مارست نفس العمل طويلا لنَفَرَتْ نَفْسُك واكتئبت ، ولو أنَّك قابلت نفس الوجوه المحدودة دائماً لاستمعت لنفس التجارب ، ومن هنا نقول أن التجديد يفتح لك الأفاق ، فلك فيها أن تحضر دوراتٍ تعليمية ، وتبادر في عمل تطوعي ، او تتصفح كتاباً في مجال جديد ، مارس هوايةً جديدة ، حتى قائمة طعامك غيِّرها ، واتبع نصيحة هيلين كيلر "الحياة مغامرةٌ جريئة وإما لا شيء" لا تدع سنوات عُمرك تمر في الخيارات المحدودة فأنت تستحق الأفضل .
عُمر الفهدي
Insta: @alfahdx18
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق